الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **
{دأب}*فيه <عليكم بقِيام الليل فإنه دَأْبُ الصالحين قَبْلَكم > الدَأْبُ: العادةُ والشَّأنُ، وقد يُحرَّك، وأصله من دَأب في العملِ إذا جَدَّ وتَعِب، إلَّا أنّ العرب حَوَّلَت معناه إلى العادةِ والشأنِ. ومنه الحديث <فكان دَأْبي ودَأْبُهم > وقد تكرر في الحديث. (س) ومنه حديث البَعير الذي سجد له <فقال لصاحبه: إنه يشكو إلَيَّ أنك تُجيعُهُ وتُدْئِبُه > أي تَكُدُّه وتُتْعِبُه. دَأَبَ يَدْأَبُ دَأْبا ودُؤوبا وأدْأَبْتُه أنا. {دأدأ}*فيه <أنه نهى عن صَوم الدَّأْدَاء > قيل هو آخِرُ الشَّهْرِ. وقيل يومُ الشَّك. والدَّآدِي: ثلاثُ ليالٍ من آخر الشهر قبل لَيال المحاق. وقيل هِيَ هي. ومنه الحديث <ليس عُفْرُ اللَّيالي كالدَّآديء > العُفْرُ: البيضُ المقْمِرَة، والدَّآديء: المُظْلمَةُ لاخْتِفاء القمر فيها. وفي حديث أبي هريرة <وَبْرٌ تَدَأْدَأَ من قُدوم ضَأْنٍ > أي أقْبَل علينا مُسْرِعا، وهو من الدِّئْدَاء: أشدِّ عَدْو البَعير. وقد دَأْدَأَ وتَدَأْدأ. ويجوز أن يكون تدَهْدَه فقُلبت الهاء همْزة: أي تَدَحْرَجَ وسَقط علينا. (س) ومنه حديث أحُد <فتدَأْدَأ عن فرسه> . {دأل} (ه) في حديث خُزيمة <إن الجنة مَحْظورٌ عليها بالدَّآلِيلِ > أي بالدَّوَاهِي والشَّدَائِدِ، واحدُها دُؤْلُولٌ. وهذا كقوله <حُفَّتِ الجَنَّة بالمكاره> . {دبب}*في حديث أشْراط السَّاعَة ذكْر <دابَّة الأرض > قيل إنَّها دابَّة طُولُها ستُّونَ ذِرَاعاً، ذاتُ قَوائمَ ووَبَر. وقيل هي مختلِفة الخِلقةِ تُشبِهُ عِدَّةً من الحيوانات، يَنْصّدعُ جبلُ الصّفا فتَخْرُجُ منه ليْلة جَمْع والنَّاس سائرُون إلى مِنًى. وقيل مِن أرض الطائف ومعها عَصا مُوسى وخاتَم سليمان عليهما السلام، لا يُدْرِكُها طالبٌ، ولا يُعْجزُها هَاربٌ، تضْرِبُ، المؤمنَ بالعصا وتكْتُب في وجهه مُؤمنٌ، وتطبعُ الكافرَ بالخاتم وتكتب في وجهه كافرٌ. [ه] وفيه <أنه نَهى عن الدُّبَّاء والحَنْتَم> الدُّبَّاء: القَرْعُ، واحدها دُبَّاءةٌ، كانوا ينْتبذُون فيها فتُسرع الشّدّةُ في الشراب. وتحريمُ الانْتباذ في هذه الظُّرُوف كان في صدْر الإسلام ثم نُسِخ، وهو المذهبُ. وذهب مالك وأحمد إلى بَقاء التَّحرِيم. ووَزْن الدُّبَّاء فُعَّالٌ، ولامُه همزة لأنه لم يُعرف انقلابُ لامه عن وَاوٍ أو ياء، قاله الزَّمخشري، وأخرجه الهروي في هذا الباب على أن الهمزة زَائدةٌ، وأخرجه الجوهري في المعتل على أن همزته منقلبةٌ، وكأنه أشْبه. (ه) وفيه <أنه قال لِنسِائه. ليت شِعْرِي أيَّتُكُنَّ صاحبةُ الجَمل الأدْبَبِ. تنَبَحُها كِلابُ الحَوْأبِ> أراد الأدبَّ فأظهرَ الإدغامَ لأجل الحَوْأب. والأدَبُّ: الكثيرُ وبَرِ الوجه. (ه) وفيه <وحملها على حمارٍ من هذه الدّبَّابة> أي الضّعاف التي تدِبُّ في المشْيِ ولا تُسْرِع. ومنه الحديث <عنده غُلَيِّمٌ يُدَبِّبُ> أي يَدْرُجُ في المشْي رُوَيداً. (ه) وفي حديث عمر رضي اللّه عنه قال: <كيفَ تصْنعُون بالحُصُون؟ قال: نَتَّخِذُ دَبَّاباتٍ يدخُل فيها الرجال> الدَّبَّابةُ: آلةٌ تُتَّخذُ من جُلودٍ وخشَب يدخُل فيها الرجالُ ويُقرّبونها من الحِصْنِ المُحاصَر ليَنْقُبُوه، وتَقيهم ما يُرْمَوْنَ به من فوقهم. (ه) وفي حديث ابن عباس <اتَّبِعُوا دُبَّة قُريش ولا تُفارقوا الجماعة> . الدُّبَّةُ بالضم: الطريقةُ والمذهبُ. (ه) وفيه <لا يدخلُ الجنة دَيْبُوبٌ ولا قَلاَّع> هو الذي يَدِبُّ بين الرّجال والنّساء، ويسْعى للجميع بيْنهم. وقيل هو النَّمَّام؛ لقولهم فيه إنه لّتّدِبُّ عَقَارِبُه، والياء فيه زَائدة. {دبج} *فيه ذِكرُ <الدّيباج> في غير موضع: وهو الثِّيابُ المُتَّخذة من الإبْرِيسَم، فارسي مُعرَّبٌ، وقد تفتح دالُه، ويُجْمَع على دَيابيج ودَبابيج بالياء والباء؛ لأن أصله دبَّاج. ومنه حديث النخعي <كان له طيْلَسَان مُدَبَّج> هو الذي زُيّنَت أطرافه بالدّيباج. {دبح} (ه) فيه <إنه نهى أن يُدَبِّح الرجُلُ في الصَّلاة> هو الذي يُطأطيءُ رأسَه في الركوع حتى يكُون أخْفَضَ من ظَهْرِه. وقيل دّبَّح تَدْبِيحاً إذا طَأطأَ رأسَه، ودبَّح ظَهْرَه إذا ثَنَاه فارتفَع وسَطُه كأنه سَنَام. قال الأزهري: وروَاه الليثُ بالذالِ المعجمة، وهو تصحيفٌ والصحيح بالمهملة. {دبر} (س) في حديث ابن عباس <كانوا يقولون في الجاهلية: إذا بَرأ الدَّبَرُ وعَفَا الأثَرُ> الدَّبَرُ بالتحريك: الجُرْح الذي يكون في ظَهْرِ البعير. يقال دَبِر يَدبَر دَبَراً. وقيل هو أن يَقْرَحَ خُفّ البعير. (س) ومنه حديث عمر <أنه قال لامرأة > أدْبَرْتِ وأنْقَبْتِ > أي دَبِر بَعيرك وحَفِيَ. يقال: أدْبَر الرَّجُل إذا دَبِرَ ظهرُ بعيره، وأنْقَب إذا حَفِيَ خُفُّ بعيره. (ه س) وفيه <لا تَقَاطَعُوا ولا تَدَابَروا > أي لا يُعْطي كُلُّ واحد منكم أخَاه دُبُرَه وقفَاه فيُعْرض عنه ويهْجُره. (ه) ومنه الحديث <ثلاثةٌ لا يَقْبِل اللّه لهم صلاةً: رجلٌ أَتى الصَّلاة دِبَاراً> أتى بَعْدَ ما يفوتُ وقتُها. وقيل دِبارٌ جمع دُبُر، وهو آخرُ أوقاتِ الشَّيء، كالإدْبار في قوله تعالى <وإدْبارَ السُّجودِ> ويقال فلانٌ ما يَدْرِي قِبَالَ الأمرِ من دِبَارِه: أي ما أوّلُه من آخِره. والمراد أنه يأتي الصلاةَ حين أدْبَر وقتُها. (س) ومنه الحديث <لا يأتي الجمعة إلا دَبْراً> يروى بالفتح والضَّم، وهو منصوبٌ على الظَّرف. ومنه حديث ابن مسعود <ومن الناس مَن لا يأتي الصلاة إلا دُبْراً> . وحديث أبي الدرداء رضي اللّه عنه <هُمُ الذين لا يأتون الصلاة إلا دُبُراً> . (ه) والحديث الآخر <لا يأتي الصلاة إلا دَبْريّا> يروى بفتح الباء وسكونها، وهو منسوب إلى الدّبر: أخر الشيء، وفتح الباء من تَغْييرات النَّسَب، وانتِصابُه على الحَال من فَاعل يأتي. وفي حديث الدعاء <وابْعَث عليهم بأساً تًقْطع به دَابرَهم> أي جَميعَهم حتى لا يَبقَى منهم أحدٌ. ودَابِرُ القوم: آخِرُ من يَبْقَى منهم ويجيءُ في آخرهم. ومنه الحديث <أيُّما مُسْلمٍ خَلَفَ غازياً في دَابِرَتِه> أي من بقيَ بَعْده. (ه) وفي حديث عمر <كنت أرجُو أن يَعيشَ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتّى يَدْبُرَنا> أي يَخْلُفَنا بعد موتنا. يقال دَبَرتُ الجلَ إذا بَقِيتَ بعْده. وفيه <إن فُلاناً أعْتَقَ غُلاما له عن دُبُر> أي بَعْد موته. يقال دَبَّرتُ العبد إذَا علَّقْتَ عِتْقَه بموتِك، وهو التَّدبير: أي أنه يَعْتِقُ بعد ما يُدَبِّره سيِّده ويَمُوت. وقد تكرر في الحديث. وفي حديث أبي هريرة <إذا زَوَّقْتُمْ مَساجدَكُم وحَلَّيتُم مَصاحفَكم فالدَّبَارُ عليكم > هو بالفتح: الهَلاكُ. (س) وفي الحديث <نُصِرتُ بالصَّبا، وأهلِكَتْ عادٌ بالدَّبُور> هو بالفتح: الرّيحُ التي تُقابِل الصَّبا والقَبُول. قيل سُمِّيت به لأنها تأتي من دُبُر الكعبة، وليس بشيء، وقد كَثُر اختلاف العُلَماء في جهات الرِّياح وَمَهابِّها اختلافا كثيرا فلم نُطِل بذكر أقوالهم. (ه س) وفي حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه، قال له أبو جَهْل يوم بَدْرٍ وهو صريعٌ: <لِمن الدَّبَر> أي الدَّولةُ والظَّفَرُ والنُّصْرَةُ، وتُفتح الباءُ وتُسكَّنُ. ويقال على مَن الدّبَرة أيضا: أي الهَزيمةُ. (ه) وفيه <نَهى أن يُضَحَّى بِمُقَابَلةٍ أو مُدَابَرَةٍ> المُدَابَرَةُ: أن يُقطعَ من مُؤخَّر أُذُن الشَّاة شيء ثم يُتْرَكُ مُعَلَّقاً كأنه زَنَمةٌ. (ه) وفيه <أما سَمعْته من مُعاذ يُدَبِّره عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي يُحَدِّثُ به عنه. قال ثعلب: إنما هو يُذَبِّرُه، بالذال المعجمة: أي يُتْقِنُه. قال الزَّجّاج: الذَّبْرُ: القراءةُ. (ه) وفيه <أرسل اللّهُ عليهم مِثْلَ الظُّلَّةِ من الدَبْرِ> هو بسكون الباء: النَّخْلُ (في الدر النثير: قلت <عليك بغسل الدبر> اختلف فيه فقيل بعين مهملة، والدبر: النحل، وقيل بمعجمة يعني الاستنجاء، وهو الأرجح) . وقيل الزَّنابير. والظُّلّة: السحاب. ومنه حديث سُكَينة <جاءت إلى أمِّها وهي صغيرة تَبْكي، فقالت: مابكِ؟ قالت: مرَّت بي دُبَيْرةٌ فَلَسَعَتْني بِأُبَيْرةٍ> هي تصغير الدَّبْرةِ: النَّحلة. (ه س) وفي حديث النَّجاشي <ما أحِبُّ أن يكون دَبْرَي لي ذهباً وأنِّي آذيت رجلا من المسلمين> هو بالقصر: اسم جبلٍ. وفي رواية <ما أحِبُّ لي دَبْراً من ذهب> الدبْرُ بلسانهم: الجبلُ، هكذا فُسِّر، وهو في الأولى معرفة، وفي الثانية نَكِرةٌ. وفي حديث قيس بن عاصم <إني لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرْعَ والنابَ المُدبِرَ> أي التي أدْبَر خَيرُها. {دبس} (ه) فيه <أن أبا طلحة كان يُصَلي في حائطٍ له فطار دُبْسِيٌّ فأعجبه> الدُّبْسِيّ: طائر صغير. قيل هو ذكر اليَمامِ، وقيل إنه منسوبٌ إلى طيرٍ دُبْسٍ كدُهْرِيٍّ وسُهْلِيٍّ. قاله الجوهري. {دبل} (ه) في حديث خيبر <دَلَّه اللّه على دُبُول كانوا يَتَرَوَّوْن منها> أي جَداول ماءٍ، واحدُها دَبْلٌ، سُمِّيت به لأنها تُدْبَل: أي تُصْلَحُ وتُعمَّر. وفي حديث عمر <أنه مَرَّ في الجاهليَّةِ على زِنْباعِ بن رَوْحٍ، وكان يَعْشُر مَن مَرَّ به، ومعه ذَهَبةٌ، فجعَلها في دَبِيلٍ وألقَمَها شارِفاً له> الدَّبِيلُ: مِن دَبَلَ اللُّقْمةَ ودبَّلها إذا جمعها وعظَّمها، يريد أنه جعل الذهب في عجين وألقّمَه الناقة.(س) وفي حديث عامر بن الطُّفَيل <فأخّذَتْهُ الدُّبَيْلة> هي خُرَاجٌ ودُمَّلٌ كبير تَظْهَرُ في الجَوفِ فتَقْتل صاحبَها غالبا، وهي تصغير دُبْلة. وكل شيء جُمع فقد دُبِل. {دبن} (س) وفي حديث جُندب بن عامرٍ <أنه كان يُصَلِّي في الدِّبْن> الدّبْنُ: حَظِيرةُ الغنمِ إذا كانت من القَصَبِ، وهي من الخَشَب زَرِيبةٌ، ومن الحِجارة صِيرة. {دبة}*فيه ذكر <دَبَةٍ> هي بفتح الدال والباء المخففة: بلدٌ بين بَدْرٍ والأصافِر، مرّ بها النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم في مَسيره إلى بَدْرٍ. {دبا}*في حديث عائشة <قالت: يارسولَ اللّه كيفَ الناسُ بعد ذلك؟ قال: دَباً يأكل شِدادُه ضِعافَه حتى تقومَ عليهم الساعة> الدَّبَا مقصورٌ: الجَرادُ قبل أن يَطِيرَ. وقيل هو نَوعٌ يُشْبِه الجَراد، واحدتُه دَبَاة. (س) ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <قال له رجلٌ: أصبتُ دَباةً وأنا مُحْرِم، قال: اذبح شُوَيهَةً>.
|